الخميس، 14 مارس 2013

هل ممارسه المرأه المتزوجه للعاده السريه يعد زنا ؟


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هل إذا مارست المرأة المتزوجة العادة السرية فإن هذا يعتبر زنا؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهذا سؤال يحتاج إلى بيان وتمهيد، فإليك مقدمة نافعة تعينك على فهم حقيقة هذا الأمر فهمًا حسنًا، فإن الزنا ينقسم إلى قسمين:


1- زنا الفرج الذي هو أعظم الذنوب فيه وهو أن يلتقي الرجل بالمرأة الأجنبية المحرمة عليه التي هي ليست بزوجته فيجامعها وذلك بأن يتم إدخال عضوه في فرجها، فهذا هو الزنا الذي أعظم الله إثمه وذنبه حتى قال تعالى: {وََالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ – وهذا ذنب الكفر والشرك – وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ – وهذا أعظم الذنوب في ظلم العباد – وَلَا يَزْنُونَ – وهذا أعظم الذنوب في الفرج – وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً}، وهذا هو الزنا الذي يترتب عليه الحد الشرعي كما قد بيَّنا هذا المعنى في غير هذا الجواب.

2- الزنا من حيث الإثم، أي أنه ليس من زنا الفرج الذي هو زنا الفرج، وإنما هو زنًا باعتبار أن الجوارح قد عصت الله جل وعلا في هذه الشهوات المحرمة كمن ينظر النظرة الحرام إلى النساء وكالمرأة تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة، فهذا من الزنا بالعين، وكذلك من يقوم باستعمال يديه أو رجليه في الشهوات المحرمة في المعاصي، فهذا من الزنا باليدين والرجلين، بل إن مجرد أن يتمنى الإنسان بقلبه الزنا ويشتهيه أو يتخيله بين عينيه فهو من هذا المعنى، فهذا هو الذي دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُتب على ابن آدم حظه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع، واللسان يزني وزناه الكلام، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما الخطى، والقلب يشتهي ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه).

ومن هذا المعنى ما يقع من بعض الممارسات بين الرجال والنساء الأجنبيات عنهم عبر المكالمات وبالعلاقات المحرمة وغير ذلك فكل ذلك من الزنا بهذا الاعتبار وإن كان هو ليس من زنا الفرج الذي يوجب الحد، ولكن قد سماه صلوات الله وسلامه عليه زنًا.

إذا علم هذا فإن ممارسة الاستمناء (العادة السرية) ليست من الزنا، وإنما هي من الأعمال التي لا ينبغي أن يقع فيها المؤمن سواء كان رجلاً أو امرأة وهي أشد في المتزوجين الذين منَّ الله عليهم بالحلال، فإذا كانت المرأة تجد زوجها والرجل يجد زوجته فلماذا يقوم بممارسة هذه العادة التي أغناهم الله تعالى عنها؟ فأمرها في الفتاة العزباء وفي الشاب الأعزب أخف من أمرها في أمر المتزوجين وإن كان لا بد من جميعهم أن يحرصوا على اجتنابها والخروج من أمرها.. نعم قد وقع الخلاف فيها ولكن أصوب الأقوال هو الاحتراز منها وتركها والاستعاضة عن ذلك باللجوء إلى الله جل وعلا وبذل الوسع في قطع الفكرة بهذه الأمور وتجنب أسباب إثارة الشهوات قدر الاستطاعة.

فإذا مارست المرأة المتزوجة العادة السرية بمعنى أنها قامت بها بنفسها فهذا ليس من الزنا ولكن لا بد لها من اجتناب هذا الأمر وتركه واستغفار الله عز وجل ولا يحل لها أن تتخيل في ذهنها صورة رجل أجنبي سواء كان ذلك مترافقًا ممارستها الاستمناء (العادة السرية) أو كان ذلك بدون ممارسة، فإن تخيل المرأة رجلاً أجنبيًّا يجامعها في الحرام هو المحرمات، وكذلك الشأن في الرجل فلا يحل أن يتخيل امرأة أجنبية عنه لا تحل له في صورة الجماع أو غيره.

وقد بيَّنا أسباب التخلص من هذه العادة في غير هذا الجواب فيمكنك مراجعته والاستفادة منه، ونسأل اللهَ أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يشرح صدروكم وأن ييسر أمورك وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين وأن يطهر قلوبكم وأن يحصن فروجكم وأن يغفر ذنوبكم.

وبالله التوفيق.

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك
    ورزقك الزوجة الصالحة
    أبعدك عن المعصيات والمحرمات
    ورزقك الجنة ، إن شاء الله ، آمين

    ردحذف


EmoticonEmoticon